العود الهندي
عن أماليَّ في ديوان الكندي
يطبع وينشر لأول مرة
من أبدع ما كتب في فن الأمالي، في عصر كاد هذا الفن فيه أن يغيب، ولولا علم القارئ بالمؤلف.. لحسب أنه قطعة أدبية طوتها يد الزمان حقباً متتالية، لتظهر اليوم حالية جالية.
وهذا الكتاب واحة غناء، يُستَجَم فيها من عناء الفِكْر، ومن ثقل الهموم، ومن عنت الحياة، وقديماً قال الشَّاعر:
أفد طبعك المكدود بالهمِّ راحةً
بحزمٍ، وعلِّلْه بشيءٍ من المزح
ولكن إذا أعطيته المزحَ.. فليكن
بمقدار ما تعطي الطَّعامَ من الملح
من هنا تبرز الحاجة لمثل هذا السِّجل الأدبي، الحافل بالدَّقائق الأدبيَّة وفق الضَّوابط المنظِّمة لهذه الأُمور.. فلا إفراط، ولا تفريط.
والمؤلِّف – رحمه الله – ممَّن أخذ بحظِّه الوافر من علوم الشَّريعة.. حتَّى وصل إلى درجة المفتي لبلاده، وكذلك في الأدب والشِّعر كان فارس الميدان، ومن المشار إليهم فيهما بالبنان.
ولهذا.. جادت عبقريته الفذَّة بهذا الكتاب البديع، الَّذي نظم سلكه في مجالس أدبيَّة، يفوح منها ندُّ الطِّيب، وهي مجالس معقودة في «ديوان أبي الطَّيِّب المتنبِّي»، فكان التَّناغم الواضح بين رائحة العود الهنديّ، وكنية شاعر العربيَّة الأوحد أبي الطَّيِّب المتنبِّي، وكأنَّه يستنشق أريج أشعاره.
ونحن في تعريفنا المختصر.. لا نريد أن يفلت منَّا العِنان، فنسبح في هذه الواحة المترامية الأطراف؛ فهذا أمر لا يغني عنه إلّا المطالعة للكتاب.
وإنَّما أردنا أن نذكر هنا: أنَّ المؤلِّف قَسَّم كتابه بحيث إِنَّ كلَّ قسم يحوي ذكراً وبياناً لبعض من شمائل العرب، من الكرم والوفاء، والمروءة والشَّجاعة، والسَّماحة والبلاغة، والسَّخاء وعزة النَّفس، وطيب المَحْتِد، وغيرها من الصِّفات الَّتي قال عنها صلى الله عليه وسلم: «إنَّما بعثت لأُتمم مكارم الأخلاق».
وهذا الكتاب من الكتب الأدبيَّة الَّتي لا يُستغنى عنها في الباب، والَّتي ستبتسم لها لغة الضَّاد، إن شاء الله تعالى.
وبالله التوفيق
Reviews
There are no reviews yet.