مجالس في تفسير قوله تعالى
﴿ لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ . . . ﴾
يطبع وينشر لأول مرة محققاً على نسخة المؤلف
من أعظم مِنَنِ الله على البشرية أجمع إرساله الرحمة المهداة للعالمين ، وجعله الآخِرَ زمناً الأوَّل مكانةً ؛ فهو خاتم النبيين ، وسيد المرسلين .
ولقد اهتمَّ العلماء والمحدِّثين ؛ المتقدمين منهم والمتأخرين ، ببيان مِنن الله على العالمين ، وأعظمها وأجلها بعثة سيد المرسلين إلى العالمين .
وممن تشرف من هؤلاء الأئمة الأعلام ، بإعمال يراعته تقرُّباً لمقام سيد الأنام ، عليه الصلاة والسلام . . الإمام الحافظ الهمام ابن ناصر الدين الدمشقي ، رحمه الملك العلام .
فإنه لما تولى مشيخة دار الحديث الأشرفية بدمشق الشام . . استفتح تدريسه بها بهذه الآية من سورة ( آل عمران ) بمجالس على عادة العلماء وسننهم .
فاستفتح المؤلف الحديث عن هذه الآية الكريمة في النصف من شعبان سنة ( 836هـ ) ، وكان قد حضر الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى .
لم يتبين لنا عدد المجالس ، ولا متى انتهى المؤلف من هذه المجالس ؛ لأن أوراق المخطوط كانت متفرقة مبعثرة غير مرتبة ، وهي بخط المؤلف رحمه الله ، ولقد بذل المحقق العلامة محمد عوامة حفظه الله تعالى جهداً كبيراً في ترتيب هذا الكتاب وإخراجه إلى النور .
تكلم المؤلف رحمه الله تعالى عن هذه الآية الكريمة من جوانب عدة : من جانب علوم القرآن ، ومن جانب علم الكلام ، ومن جانب علم الأصول ، وكذلك من جانب اللغة .
وكان للعلوم الحديثية في هذه المجالس حظ وفير ، فلقد أتحفنا بتنبيهاتٍ لطيفة نادرة من نفائس علم الحديث ؛ كالحديث المسلسل بالأولية ، ورواية الأكابر عن الأصاغر ، ونبَّه إلى نوعين فريدين : أولهما سماه : « الأنباء المسيَّرة إلى الأسماء المغيَّرة » ، وثانيهما : « معرفة من له نسب يستقيم إذا انقلب » إلى غير ذلك من الدُّرر والنفائس .
حقاً إن هذا الكتاب كروضة غناء ، حوت في رياضها أزاهير متنوعة فاحت عطورها ، فعبق النسيم بطيبها ، فإليكم هذا السفر النفيس ، نسأل الله قَبوله والنفع به للعالمين .
والله الموفق والمعين
Reviews
There are no reviews yet.