التقريرات البهية
على متن الآجرُّوميَّة
«متن الآجرومية» بوابة النحو للمبتدئين، ومدخل طلاب العلم النابهين.
وابنُ آجرُّوم رحمه الله عرف بالبركة والصلاح، وألَّف «الآجرُّومية» تجاه الكعبة المشرَّفة كما قيل.. فعمَّ نفعها في كلِّ البلدان والأمصار، واعتنى بها أهلُ العلم عنايةً فائقةً ما بين نظمٍ وشرحٍ واختصارٍ.
ولذا فإن السيد القاضي محمَّد رشاد البيتي السَّقَّاف رحمه الله لمَّا انسجم قلبه ولسانه مع ابن آجرُّوم رحمه الله.. قامَ بالتعليق على متنه تعليقاً نفيساً زاد من بهائه وجماله.
والسيد محمد رشاد السقاف صاحبُ الأنفاس الزكيَّة والإشارات العليّة هو فارسُ ميدان نحوِ اللغة والأدب والتربية، فهو النَّاقد الخبيرُ والأديبُ النحريرُ والعالم الفذّ الذي ربَّى الرجال، وانتفع به الخاص والعام.
وحواشي «الآجرومية» وشروحها قد ملأت المكتبة النحوية، هذا مما عُرف فطُبع، وثَمَّ العشرات بل المئات مما بقي مخطوطاً أو غادر ضائعاً.
وميزة الشرح الذي سطره العلامة القاضي السيد رشاد رحمه الله.. أنه وضعه ابتداءً كمرشد له في حل ألفاظها وبيان غامضها، مستدركاً أو شارحاً.
وهو ممن درَّس المتن مراراً، وأهل مكة أدرى بشعابها، فلا يكاد يخطر على بال الدارس سؤال إلا وسيجد بعون الله ما يكشفه ويوضح غامضه في هذه التقريرات البهية.
ولسعة انتشار «الآجرومية» في أرجاء المعمورة، وكونها البوابة التي يسعى نحوها ابتداءً طلاب العربية.. آثرت دار المنهاج طباعة هذا الكتاب معتنىً به بما يقرُّ عين مؤلفه، جزاه الله تعالى كل خير.
هذا؛ وقد تمَّت – إتماماً للفائدة – العناية بمتن «الآجرومية» للعلامة الإمام محمد بن محمد الصنهاجي رحمه الله تعالى، فأفرد كاملاً أوَّلَ الكتاب، وضبط ضبطاً تامّاً، محلّىً بعلامات الترقيم، ومبوباً أحسن تبويب، يعين الطالب على حفظه، والعالم على تصوُّره.
ولم يخل الكتاب بدوائره العلمية من تعليقات مفيدة زكية، وإحالات وتخريجات تعين الباحث على التوسع، وإعرابات تزيد وضوح النص، وفوائد تغزره وتثريه.
وكلنا رجاء بالله تعالى ألا يخيِّب الآمال، وأن يرزقنا رضاه سبحانه وتعالى.
والله وليّ التّوفيق
Reviews
There are no reviews yet.