قلت وقال
القول المقبول من نتائج العقول
المعرفة خزائن ، والأسئلة مفاتيحها ، وهذا كتاب لا يمل جليسه ؛ إنه يدخل القلوب دون استئذان ، وهو من الكتب التي ما إن بدأت بها . . إلا ووجدت نفسك تقرأ الصفحة تلو الأخرى لا تريد تركه ، حقاً إن من البيان لسحراً .
عَرَفَ المؤلف رحمه الله تعالى كيف يدخل إلى العقول والقلوب بأسلوب مبتكر لم يُسْبق إليه ، وهو مناسب لهذا العصر ، الذي عزف فيه الكثير عن القراءة ، والسؤال خير سبيل لشد الانتباه ، ويسرع الدخول إلى العقول .
لكن هذا الكتاب دون إطراء أو مجاملة لن تستطيع مقاومته ، جعله مؤلفه رحمه الله تعالى ـ كما قال ـ حزماً من الأسئلة طرحها ، وسيلاً من الإجابات المحتملة لكثير من الحكماء والأدباء والبلغاء ، جمعها في مواضيع شتى : من أحداث ووقائع وطبائع ، وتاريخ واجتماع وسياسة ، وفن وأخلاق وعلوم ، وأزمنة وأمكنة .
سيجد القارئ الفاضل أن بعضها جادٌّ كل الجد لا مكان للهزل فيه ، وبعضها هازل في معرض الجد ، أو جاد في معرض الهزل ؛ إنها أسئلة شتى وأجوبة انبثقت إلى الحياة بعد مخاض مجهول ؛ لتضيف شيئاً جديداً إلى هذا الكون .
كلما وقع ناظرك على صفحة من هذا الكتاب بل على سطر منه . . فأنت أمام معلومة لطيفة ، أو فكاهة مسلية ، أو ثقافة باسمة تشيع في النفس مقداراً من الارتياح أو التسلية أو الرضا أو كلها جميعاً .
إن هذا الكتاب لا نهاية له ، ومن ثم فالخاتمة مفتوحة ، وتعني أن الكتاب يحتمل إضافة المزيد من الأسئلة والأجوبة ، وكأنَّ هذا الكتاب مفتاح وبوابة تدخل منه إلى عالم جديد في الفكر والمعرفة والثقافة .
قلت : متى تنقضي المصيبة ؟ قال : حين وقوعها . قلت : ما المجاملات ؟ قال : سلعة رائجة في سوق النفاق . قلت : إلى أين سيصل من ركب البغي ؟ قال : إلى دار الندامة . قلت : من شر الحكام ؟ قال : من يخافه البريء . قلت : من هو الناقد ؟ قال : رَجُلٌ بلا قدمين يعلم الناس الجري .
هذا أنموذج من تلك الأسئلة والأجوبة التي طرحها المؤلف وأجاب عنها ، ولكن سل نفسك : من أنت وما تريد وإلى أين المصير ؟
والله تعالى نسأل أن ينفع به المسلمين
Reviews
There are no reviews yet.