فهرس المخطوطات العربية
في المكتبة الوطنية النمساوية
لما كان الكثير من أصولنا التراثية الخطية متفرقة في دول العالم، ولا سيما العالم الغربي، وكان من الصعوبة بمكان إحاطة الباحثين بهذه الأصول في مختلف المكتبات العالمية؛ لأن فهارسهم وإن توافرت.. فإن اللغة الأجنبية قد تقف عائقاً كبيراً أمام الباحثين والمهتمين بالتراث؛ لذا خرج هذا المؤلَّف.
إنه تعريب الفهارس للمكتبات الأجنبية، هي وإن كانت خطوة أولية إلا أنها تعتبر أُسَّ الصرح المستقبلي المتكامل بإذن الله تعالى لخدمة هذا التراث، ولا شك أنه يوفر للباحثين والمستفيدين خدمات جليلة؛ من معرفة أماكن وجودها، والاطلاع على نفائس التراث المغمور.
لقد حظيت المكتبات الغربية بجم غفير من المخطوطات العربية في شتى ميادين المعرفة، ولقد قام الغربيون بفهرستها؛ ليتسنى للمستشرقين منهم الاستفادة منها، فأعدوا الفهارس وطبعوها.
ومن أبرز هذه المكتبات: المكتبة القيصرية بڤيينَّا؛ حيث احتفظت بمئات المخطوطات العربية والتركية والفارسية، وبقيت مغمورة إلى بداية القرن التاسع عشر؛ حيث قام المستشرق الألماني (غوستاف فلوجل) بفهرسة محتويات هذه المكتبة، ونشر فهرسه هذا في ڤيينَّا سنة (1865م) في ثلاث مجلدات.
واستمرت المكتبة القيصرية تحثُّ الخُطا في جمع متفرقات من تراثنا إلى أن تجمعت لديها مئات المخطوطات الجديدة التي لم تفهرس، وتم تغيير اسم المكتبة القيصرية إلى المكتبة الوطنية النمساوية، فقامت المستشرقة الألمانية (هيلين لوبينشتاين) بفهرسة ما لا يوجد في فهرس (فلوجل) فجاء فهرسها في مجلد يحتوي على ما يزيد عن (500) مخطوط، ونُشر في ڤيينَّا سنة (1970م).
تُعدُّ فهارس المكتبة الوطنية النمساوية من الفهارس النادرة؛ حيث مضى على فهارس (فلوجل) ما يزيد عن (140) سنة، وكذلك مضى على نشر فهارس (هيلين) ما يزيد عن ثلاثين سنة، ولم تنتشر في البلاد العربية!!
مما حدا بالباحث الأستاذ محمد عايش موسى للقيام بهذه المهمة الجليلة، ألا وهي تعريب هذا الفهرس؛ ليكون نقطة انطلاق للمحقق العربي في نشر كنوز هذه المكتبة التي لم ينشر منها إلا القليل.
فهذه هي فهارس المكتبة الوطنية بالنمسا تزفها سقيفة الصفا العلمية إلى العالم العربي والإسلامي؛ ليقتطف من أزاهيره وثماره، وينعم بتقريبه ويكون من سماره.
ولله الحمد والمنّة
Reviews
There are no reviews yet.