مجمع الأحباب
وتذكرة أولي الألباب
يطبع وينشر لأول مرة
«مجمع الأحباب» اسم يتدفَّق بالمشاعر السَّامية، خصوصاً عند التَّذكُّر للرَّابطة المباركة بين صفوة الأُمَّة في كلِّ عصر ومصر.
هذه الرَّابطة لها اتِّفاق في الصِّفات والخصائص وإن اختلف الزَّمان والمكان؛ فهذه الصِّفات وهذه الخصائص تسلسلت من العصر الأوَّل، المشار إليه بقوله صلى الله عليه وسلم: «خير القرون قرني، ثمَّ الَّذين يلونهم، ثمَّ الَّذين يلونهم».
ثمَّ انساب ذلك من عصر إلى عصر، ومن مكان إلى مكان.. حتَّى زماننا هذا.
فالمؤلِّف – رحمه الله – جمع ما قُدِّر له أن يجمعه حتَّى زمانه في «مجمعه».
والمجمع الأكبر سيكون – إن شاء الله – في أعالي الجنان؛ لجميع هؤلاء الصَّفوة والخلاصة ممَّن ظهر أو سيظهر، ممَّن عناهم صلى الله عليه وسلم بقوله: «العلماء ورثة الأنبياء».
والفكرة الَّتي قام عليها الكتاب: هي الاختيار الموفَّق لرجال ونساء وشباب وفتيات من عصر السَّلف، مع إظهار مناخهم السُّلوكي ومشربهم الرُّوحي، مع اختلاف طبقاتهم ومشاربهم.
والمقصود: هو استنساخ هذه الصُّور المباركة في عصرنا؛ فلا يصلح آخر هذه الأُمَّة.. إلا بما صلح به أوَّلها.
وهذا الكتاب الذي يطبع لأوَّل مرَّة هو اختصار لكتاب «حلية الأولياء» للحافظ أبي نُعيم رحمه الله، قد استخلص زبده، واصطفى لبابه، واختار من مواعظه ما عظم وقعه ونفعه.
علاوة على ذلك.. فإن هنالك أماكن محصورة كانت بحاجة إلى تحرير، ومسائل معدودة لا بدَّ من إعادة النَّظر فيها، وإضافات جوهريَّة يحسُن إيرادها.
فقيَّض سبحانه العلامة الواسطي لنشر هذه المحاسن، فجاء حاوياً لسير أولئك العظام أقطاب الزهد والولاية، وهم أطباء القلوب بما آتاهم الله من نور الحكمة.
ومن المهم هنا أن نذكر: أن بعض ترجمات هذا الكتاب موسَّعة، بل وتصلح بعض الترجمات أن تكون في كتب مستقلَّة.
فترجمة الإمام أحمد ابن حنبل استغرقت (42) صفحة، وترجمة الإمام الثَّوري (56) صفحة، وترجمة الإمام الشَّافعي (50) صفحة.
وأخيراً: فهذا «مجمع الأحباب»، يتهادى في حلله القشيبة، وطبعته المحقَّقة الأنيقة، ولا سيَّما الجهد المبذول في تخريج الأحاديث النَّبويَّة، بالدَّلالة عليها في مصادرها المتنوِّعة، إضافة إلى شرح الغريب، وردِّ النُّصوص إلى أصولها.
والله وليّ التوفيق
Reviews
There are no reviews yet.