أيها الولد
يطبع وينشر أول مرة محققاً على تسع نسخ خطية
رسالة خطتها يراعة الإمام الغزالي باللغة الفارسية، ثم عُرِّبت وكُتب لها – لأهميتها – الذيوع في أنحاء المعمورة، حيث ترجمت لأكثر من لغة.
وسبب تأليفها رجاءٌ من طالب صادق، يسأل الإمام عن أنفع الأعمال فيما بقي من العمر ليُصرف إليه.
وهذه الرسالة خلاصة الخلاصة لمجمع العلوم «إحياء علوم الدين»، في وريقات قلَّة، يسهل حملها، وتُذكر فوائدها.
وكأن هذا السائل الصادق قد قال للإمام الغزالي:
إن أبواب «الإحياء» قد كثرت عليَّ، فأخبرني بأمر جامع أتشبث به، يكون لي منجاة عند الله تعالى في الدنيا والآخرة.
وفيه بيَّن أن الطاعة والعبادة هما لباب العلم، فعلمٌ بلا عمل نحل بلا عسل.
فالرسالة موجهة لكل شرائح المجتمع المسلم، عالمهم قبل متعلمهم، والمتعلم قبل الجاهل، يرى القارئ فيها دقة الفهم عن الله تعالى، وحسن التعبير والبيان تقريباً للإفهام.
فأي علم هو هذا الذي يبعث النفس على التكبُّر على عباد الله؟! وصاحبه لا يرى فيه إلا منزلته في قلوبهم! فهو يغفُل أهو عبد الجاه أم هو عبد الله؟!
وقد تنبَّه الحجة أرضاه مولاه لهذه الحقيقة، فما رضي لهذا الولد إلا تحليته بتاج السعادة الأبدية، مرصَّعاً بجوهرة اليقين، (فالعلم بلا عمل جنون، والعمل بلا علم لا يكون).
كما أشار في هذا التأليف اللطيف لقضية الشيخ المربي، وصفاته وأحواله، مُحِثّاً لقصده، وملازمته ومثابرة الأخذ عنه، فأحوال الرجال خير من أقوالهم، وفي كل خير.
وعلى عادة الإمام الحجة؛ اختصر فيها واعتصر، وجاء بالقول الفصل، مع ضرب الأمثال وتحرير الأقوال، بعبارته المألوفة الرشيقة، حتى كأن قارئها خُلق في الدنيا وحده، سكبت المعرفة في قلبه، فهو يعبد الله تعالى محسناً، وهذه هي الغاية العظمى التي دندن حولها في «إحياء علوم الدين».
نسأل المولى الكريم من فيضه العميم توفيقه وتأييده.
والحمد لله ربّ العالمين
Reviews
There are no reviews yet.